الثلاثاء، 3 مايو 2011

ابن طفيل




أبو بكر محمد بن عبد الملك بن طفيل القيسي الأندلسي هو فيلسوف وفيزيائي وقاضي أندلسي مسلم، ولد في وادي آش، وهي تبعد 55 كم عن غرناطة، ثم تعلم الطب في غرناطة وخدم حاكمها. توفي في 581 هـ بمراكش وحضر السلطان جنازته.
كان ابن طفيل فيلسوفاً ومفكراً وقاضياً وطبيباً وفلكياً. يمثل ابن طفيل الأب الروحي للنزعة الطبعية في التربية عبر كتابه "حي بن يقظان"، والذي حاول فيها التوفيق الفلسفي بين المعرفة العقلية والمعرفة الدينية.
درس على يد ابن باجة وخدم في بلاط أبو يعقوب يوسف حاكم الأندلس من سلالة الموحدين.
ولد بمدينة (وادي آش) قرب غرناطة. درس الفلسفة والطب في غرناطة. أعظم فلاسفة الأندلس ورياضيها وأطبائها. تولى منصب الوزارة ومنصب الطبيب الخاص للسلطان أبي يعقوب يوسف أمير الموحدين, وكانت له حظوة عظيمة عنده. كان معاصرا لابن رشد وصديقا له. لم يصل إلينا من كتبه سوى قصة (حي بن يقظان) أو (أسرار الحكمة الإشراقية) وقد ترجم إلى عدة لغات أجنبية. وهي قصة تشتمل على فلسفة ابن طفيل وقد ضمنها آراءه ونظرياته, وتدور القصة حول (حي بن يقظان) الذي نشأ في جزيرة من جزر الهند تحت خط الاستواء, منعزلا عن الناس, في حضن ظبية قامت على تربيته وتأمين الغذاء له من لبنها وما زال معها, وقد تدرج في المشي وأخذ يحكي أصوات الظباء ويقلد أصوات الطيور ويهتدي إلى مثل أفعال الحيوانات بتقليد غرائزها, ويقايس بينها وبينه حتى كبر وترعرع واستطاع بالملاحظة والفكر والتأمل أن يحصل على غرائزه الإنسانية وأن يكشف مذهبا فلسفيا يوضح به سائر حقائق الطبيعة. والأساس الفلسفي لهذه القصة هو الطريق الذي كان عليه فلاسفة المسلمين الذين نهجوا على مذهب الأفلاطونية الحديثة وقد صور ابن طفيل الإنسان, الذي هو رمز العقل, في صورة حي بن يقظان و (يقظان) هو الله تعالى, وقد رمى ابن طفيل من ورائها إلى بيان الاتفاق بين الدين والفلسفة وهو موضوع شغل أذهان فلاسفة الإسلام.
كانت له آراء مبتكرة في علم الفلك. وقد ذكر البطروجي (ت: 581هـ) أنه أخذ عن ابن طفيل قوله في الدوائر الداخلية في حركات الأفلاك. توفي ابن طفيل في مراكش عن 87 عاما. كان شاعرا ومن شعره الأرجوزة في الأمراض وعلاجها والقصيدة التي يحرض بها المسلمين على الجهاد في الحملة التي أعدها أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن أمير الموحدين لنجدة المسلمين في الأندلس وفيها يقول:
أقيمـوا صـدور الخـيل نحو المغارب لغــزو الأعـادي واقتنـاء الرغـائب وأذكـوا المـذاكي العاديـات على العدا فقد عرضت للحرب جرد السلاهب فــلا تقتنـى الآمـال إلا مـن القنـا ولا تكـتب العليـا بغـير الكتـائب
ومنها: ألا فابعثوهـــا همـــة عربيـــة تحـف بـأطراف القنا والقواضب وقومـوا لنصـر الـدين قومـة ثـائر وفيئـوا إلـى التحـقيق فيئة راغب دعونــاكم نبغـي خـلاص جـميعكم دعـاء بريئـا مـن جـميع الشـوائب بكـم نصـر الإسـلام بـدءا, فنصـره عليكــم, وهـذا عـوده جـد واجـب فقومــوا بمــا قـامت أوائلكـم بـه ولا تغفلــوا إحيـاء تلـك المـواهب
وله في الغزل الصوفي قوله: ألمــت وقـد نـام المشـيح وهومـا وأسرت إلى وادي العقيق من الحمى وجـرت عـلى تـرب المحصب ذيلها فمـا زال ذاك الـترب نهبا مقسما ولمــا رأت أن لا ظــلام يجنهــا وأن ســراها فيـه لـن يتكتمـا نضـت عذبـات الريط عن حر وجهها فـأبدت محيـا يـدهش المتوسـما فكــان تجليهــا حجــاب جمالهـا كشمس الضحى يعضى بها الطرف كلما ولمــا التقينــا بعـد طـول تهـاجر وقـد كـاد حـبل الـود أن يتصرمـا جـلت عـن ثناياهـا وأومـض بـارق فلـم أدر مـن شـق الدجنة منهما وقـالت, وقـد رق الحـديث وأبصرت قـرائن أحـوال أذعـن المكتمـا نشـدتك لا يـذهب بـك الشـوق مذهبا يهـون صعبـا أو يرخص مأثما فأمســكت لا مسـتغنيا عـن نوالهـا ولكـن رأيـت الصـبر أوفـى وأكتمـا (9) التجلي: الظهور. الحجاب: الغطاء. الضحى: أول النهار. يعشى بها الطرف: يضعف البصر كلما نظر إليها.

الأحد، 1 مايو 2011

ابن حزم الاندلسي

 
 هو الأمام البحر، ذو الفنون والمعارف، أبو محمد، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسي القرطبي اليزيدي مولى الأمير يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي  (30 رمضان 384 هـ / 7 نوفمبر 994م.قرطبة - 28 شعبان 456هـ / 15 اغسطس 1064م ولبة). أندلسي أصله من بادية ولبة, أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري، وهو إمام حافظ ,فقيه ظاهري، ومجدد القول به، بل محيي المذهب بعد زواله في الشرق، ومتكلم، اديب، وشاعر، وناقد محلل، بل وصفه البعض بالفيلسوف، وزير سياسي لبني امية. يعد من أكبر علماء الأندلس. قام عليه جماعة من المالكية وشرد عن وطنه. توفي في منزله في أرض أبويه منت ليشم (مونتيخار, لبله, ولبة حاليا).
أسرته ونشأته
عاش حياته الأولى في صحبة أخيه أبى بكر الذي كان يكبره بخمس سنوات في قصر أبيه أحد وزراء المنصور بن أبي عامر، وابنه المظفر من بعده، وكانت تربيته في تلك الفترة على أيدي جوارى القصر الذي كان مقاما في الشارع الآخذ من النهر الصغير على الدرب المتصل بقصر الزاهرة، والملاصق لدار المنصور بن أبى عامر ، ومن ذلك نعرف مدى المكانة التي كان يحظى بها والد ابن حزم لدى المنصور بن أبى عامر حتى جاوره في السكن.
كان ابن حزم قد خرج من وسط أسرة عرفت الإسلام منذ جده الأعلى يزيد بن أبى سفيان، وكان خلف أول من دخل الأندلس من أسرته في صحبة الأمير عبد الرحمن الداخل، وكان مقامه في لبلة، ومن ذلك نعرف أن مقر هذه الاسرة كانت الشام بعد مشاركة يزيد أصل هذه الاسرة في الفتوحات الإسلامية بها، ولما خرج عبد الرحمن إلى الأندلس خرج معه خلف بن معدان.
وقد بدأت هذه الأسرة تحتل مكانها الرفيع كواحدة من كرائم العائلات بالأندلس في عهد الحكم المستنصر، ونجحت في امتلاك قرية بأسرها هي منت ليشم، ولا يعلم هل خلف بن معدان هو الذي تملكها أم أبناؤه من بعده، ولعل ذلك يحيلنا إلى مدى ذكاء هذه الاسرة الذي انعكس بدوره على أحمد بن سعيد وولده ابن حزم من بعده.
مناصبه
ولي وزارة للمرتضى في بلنسية، ولما هزم وقع ابن حزم في الأسر وكان ذلك في أواسط سنة (409) هجريه، ثم أطلق سراحه من الأسر، فعاد إلى قرطبة
ولي الوزارة لصديقة عبد الرحمن المستظهر في رمضان سنة (412) هجريه، ولم يبق في هذا المنصب أكثر من شهر ونصف، فقد قتل المستظهر في ذي الحجة من السنة نفسها، وسجن ابن حزم، وثم أعفي عنه
تولى الوزارة أيام هشام المعتد فيما بين سنتي (418-422) هجريه